الاثنين، 7 يونيو 2010

ركب الفيل مبتسماً عند الرحيل

ركب الفيل مبتسماً عند الرحيل.. رغم أنه كان ملكاً لمدة سنة واحدة

 
منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك وكان أهل هذه المدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنة واحدة وبعد ذلك يرسلونه إلي جزيرة بعيدة يكمل فيها بقية عمره ويختار الناس ملكاً غيره وهكذا أنهي أحد الملوك فترة حكمه وألبسوه الملابس الغالية وأركبوه فيلاً كبيراً وطافوا به أنحاء المدينة قائلين له وداعاً. كانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم علي الملك وكل ملك سبقه.. بعد ذلك وضعوه في السفينة ونقلوه للجزيرة البعيدة. في طريق عودتهم اكتشفوا سفينة غرقت لتوها ورأوا شاباً متعلقاً بقطعة من الخشب فأنقذوه وأخذوه إلي بلدتهم وطلبوا منه أن يكون ملكاً عليهم لمدة سنة واحدة وقالوا له الشروط فرفض لكنه وافق بعد ذلك

بعد ثلاثة أيام من تولي الشاب للعرش سأل الوزراء: هل يمكن أن يري هذه الجزيرة التي يرسلون إليها الملوك السابقين ووافق الوزراء وأخذوه إليها ورآها وقد غطيت بالغابات الكثيفة وسمع صوت الحيوانات الشريرة في أنحائها وعندما نزل أرضها وجدها مفروشة بجثث الملوك السابقين ففهم الملك الشاب أنه فور ترك الملوك السابقين في الجزيرة أتت إليهم الحيوانات المتوحشة وسارعت بقتلهم والتهامهم. عندئذ عاد إلي مدينته وجمع ١٠٠ عامل أقوياء وأخذهم إلي الجزيرة وأمرهم بتنظيف الغابة وإزالة جثث الحيوانات والملوك السابقين وإزالة قطع الأشجار الصغيرة. ونقل لها العديد من الحيوانات النافعة مثل الدجاج والبط والماعز والبقر.

وكان يزور الجزيرة مرة في الشهر ليطلع علي سير العمل وكان العمل يتقدم بخطوات سريعة.. وبعد مرور ٩ أشهر تحولت الجزيرة إلي مكان جميل وبني العمال بيتاً كبيراً ومرسي للسفن وقد كان الملك ذكياً فكان يلبس الملابس البسيطة وينفق القليل علي حياته في المدينة في مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار الجزيرة التي سيقضي فيها بقية عمره. واكتملت السنة وجاء دور الملك لينتقل إلي الجزيرة فألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه علي الفيل الكبير قائلين له وداعاً أيها الملك.

ولكن الملك علي غير عادة الملوك السابقين كان يضحك ويبتسم وسأله الناس عن ذلك فأجاب بأن الحكماء يقولون

عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي بينما جميع من حولك يضحكون فعش في هذه الدنيا واعمل ما تراه حتي يأتيك الموت وعندئذ تضحك بينما جميع من حولك يبكون. فبينما الملوك السابقون كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الملك والحكم كنت أنا مشغولاً بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة وأصبحت جنة صغيرة يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام

ليست هناك تعليقات: