الجمعة، 25 يونيو 2010

لاثة رجال فوق ثلاثة صلبان


لاثة رجال فوق ثلاثة صلبان





دوّن أحد معلّمي الكتاب المقدس هذه العبارات في إحدى كتاباته

ثلاثة رجال فوق ثلاثة صلبان. أحدهم مات والخطية فيه وعليه، والثاني مات والخطية فيه لكن ليست عليه، والثالث مات والخطية عليه لكن ليست فيه.



إن هؤلاء الرجال الثلاثة هم: يسوع مصلوبا في الوسط، ولصين مصلوبين أحدهم عن يمينه والآخر عن يساره. كان هذان اللصان على نفس المسافة الجسدية من يسوع، لكن أحدهم إقترب روحيا من الرب يسوع، أما الآخر فقرر أن يبقى بعيدا عنه. أحدهم كان يجدّف قائلا إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا. أما الآخر فإنتهره واعترف بخطيته قائلا للرب يسوع : اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس

ثلاثة رجال فوق ثلاثة صلبان. أحدهم مات والخطية فيه وعليه. هذا هو اللص الذي جدّف على الرب يسوع ولم يعترف بخطيته ولم يطلب الرحمة والمغفرة. مات والخطية فيه لأنه أخطاء، والخطية عليه لأنه هو وحده يتحمل جرم خطيته. مات هذا البائس ووقف أمام عرش الله لينال قصاص ما جنته يداه.

أما الثاني فمات والخطية فيه، لكن ليست عليه. هذا هو اللص الذي نظر للرب يسوع وهو يطلب المغفرة لصالبيه، ويحني رأسه بصمت أمام معيّريه. هذا هو اللص التائب، الذي إعترف بخطيته طالبا الرحمة والمغفرة، مِن مَن يقدر أن يغفر له كل الخطايا. مات هذا الرجل وخطيته ليست عليه. الخطية فيه لإنه عمل الخطية في حياته، لكن الخطية ليست عليه لأنه حان إعترافه وتوبته، حمل الرب يسوع عنه خطاياه كلها. مات هذا الرجل وبحسب وعد الرب يسوع، أخذه الرب معه الى الفردوس. لم يأتي هذا اللص الى دينونة، لأن الرب يسوع قال: كل من يؤمن بالإبن لا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة.

أما الثالث، فمات والخطية عليه، لكن ليست فيه. إن هذا هو الرب يسوع المسيح، الفادي والمخلّص. الذي قال عنه يوحنا المعمدان: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هو الذي قال عن نفسه: انا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. هو وحده القدوس البار، والذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر. لكنه حمل خطايانا على الصليب ليمنحنا الغفران والحياة الأبدية.

أخي وأختي، يقول الكتاب المقدس: كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد الى طريقه، لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجدا الله.... فأنا وأنت نشبه هذان اللصان، إذ الخطية فينا، لإننا فعلنا الخطية...

وكما اختار، كل من اللصين ما العمل عندما التقوا بيسوع، فأنت أمام الإختيار عينه... فأي من هذان تشبه؟

هل تصالحت مع الله؟

هل أنت قريب جسديا للصليب بولادتك ونسبك، لكنك بعيدا روحيا عن الرب يسوع ؟

هل إعترفت بخطاياك أمام الرب، وطلبت المغفرة والرحمة؟

إنه يدعوك اليوم. إنه يقول لك اليوم: إرجع إليّ لأني فديتك.

ليست هناك تعليقات: