الأحد، 6 يونيو 2010

سامعك .. شايفك .. وياك كمان

تكون مريضاً ... وحيداً ... قلقاً ... خائفاً ... وأمام الناس تحاول أن تظهر باسماً ... متماسكاً .قد يراك الناس ضاحكاً .. هانئاً .. وهم لا يعرفون أن فى داخلك أحزان وهموم .. وقلب مجروح .. يئن باكياً

قد تأكل كل ما تشتهى نفسك .. وكل ما يشبع جسدك .. ولكن بعد أن تأكل وتشبع .. تجد فى داخلك شئ ما زال خاوياً .. حزيناً .. مكتئباً .. جائعاً

قد تكون غنياً .. ويرى الناس أن أموالك أعطتك كل شئ .. ولكنهم لا يعرفون أن فى داخلك شئ يصرخ ويطالبك بالأمان وراحة البال .. وهو ما تعجز عنه أموال الدنيا كلها أن تعطيه لك

قد تذهب الى اقاصى الأرض لتضمن مستقبلك .. ويحسدك الناس على الأرض ما وصلت إليه .. ولكنهم لا يعرفون ان فى داخلك شئ تحتاجه .. اكثر بكثير من كل ما حصلت





عليه قد تكون متديناً .. صائماً .. والناس يرونك فى الكنائس دائماً .. ولكنهم لا يعرفون ان فى داخلك شئ ينقصك .. وصوت يلازمك .. هامساً .. بحب .. اريد ان ادخل واتعشى معك لانك لن ترتاح الا بوجودى فى داخلك مهما كنت ... مهما فعلت ... مهما اصبحت ... فهناك فى داخلك ... صوت

صوت يطاردك .. يناشد .. لا يفارقك

صوت يدوى فى داخلك منذ مولدك ... وحتى الآن

صوت سائرا معك سنوات وسنوات .. بصبر .. بحب وحنان لم ييأس وانت تهمله ! لم يغضب وانت تبعده

صوت عنيد .. صابر يشاركك منامك ويقظتك .. دائماً معك .. هادئاً .. ضارعاً .. متوسلاً .. راجياً .. هامساً ..

قائلاً .. لا تهرب منى لا تبعد عنى لن اتركك تفلت منى اذا ذهبت الى اقاصى الارض ستجدنى هناك .. منتظرك .. مشتاق لك .. لأنى احببتك



انه صوت اله .. اب .. يحبك جداً .. ويعرف كل شئ عنك .. كل شئ .. حتى ما فى داخلك . صدقنى .. انه يعرف ما فى داخلك





يعرف احتياجك .. يعرف امراضك .. يعرف سقطاتك وضعفاتك ومخاوفك .. يعرف احزانك واوجاعك .. ويتأثر جداً ويئن قلبه .. وهو يسمع بكائك

انه صوت اله .. اب .. يريد ان يمسح كل دمعة من عيونك ويأخذك فى احضانه .. ويملاء داخلك بروحه وشفائه وفرحه وسلامه

انه صوت اله .. اب .. قال عنه اوغسطينوس .. النفس القلقة الخائفة التعبانة الحزينة لن ترتاح إلا فيه



.. حياة مثل حياته مملؤة بالروح القدس .. حياة ليس فيها للجسد مكان .. وفيها اجابات لكل التساؤلات .. وبها تنتهى والى الابد من داخلك كل علامات الحيرة والاستفهام .. حياة غالبة .. منتصرة .. مثيرة .. ليس فيها للمرض والموت والحزن مكان لانها حياة الروح .. حياة اولاد الله

ومن يستطيع ان يمس شعرة من اولاده



مقووووول

صدقنى .. ستتعجب جداَ من نفسك عندما تنظر وراءك .. الى حياتك الماضية .. وتجد نفسك وقد اضعت سنوات عمرك .. وانت تلهث وراء سراب واشياء جسدية حتى ولو كانت احياناً فى ظاهرها .. روحية

اشياء .. كانت ستأخذك بعيداً .. جداً .. عن الطريق الوحيد المؤدى الى الحياة الابدية

يسوع .. وحده هو الطريق والحق والحياة .. ولن يجئ احد الى الآب إلا به



( يوحنا 14 )

فتعال الان اليه .. وارمى حملك وخطاياك وهمومك عليه .. اترك مخاوفك ومرضك وقلقك تحت صليبه عند صليبه عند قدميه

وثق مهما كانت خطاياك .. انه يريد ان تتكلم معه الآن .. ببساطة .. بإيمان صغير جداً .. بندم واحتياج .. .. اطلب ان يدخل ويسكن قلبك التعبان .. وتأكد تماماً .. ان من يقبل اليه لا يخرجه خارجاً



ليست هناك تعليقات: