السبت، 5 يونيو 2010

الكلام الباطل

الكلام الباطل
 إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، فالتأمل هو الدخول الى العمق، كما أن التأمل هو ليس مجرد فكر إنما هو خلط الفكر بالقلب

وجميع الأباء القديسين لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات والتى ستكون معظمها فى سير القديسين ومواقف فى حياتهم .



تأملتنا اليوم عن موقف حدث فى حياه قديس عظيم من قديسى الكنيسة... هو العظيم فى القديسين ومؤسس نظام الشركة فى الرهبنة أنه " الأنبا باخوميوس اب الشركة "



القصة الفعلية

فى أحد الأيام سمع الأنبا باخوميوس أب الشركة احد الأخوة يخاطب صبيا بهزار قائلا : الآن هو أوان العنب

فأنتهره الأب قائلا : هوذا أجساد الأنبياء الكذبة قد ماتت ولكن الأرواح التى كانت تحاربهم تطوف بين الناس تلتمس مسكنا فيهم ، وانت الأن لماذا اعطيت للشيطان موضعا كى يتكلم من فمك ، اما سمعت الرسول قائلا : كلمة رديئة لا يجب ان تخرج من أفواهكم بل لتخرج كل كلمة صالحة لبناء الجماعة لكى تعطى السامع نعمة

ألا تعلم ان الكلمة التى قلتها لا تبنى رفيقك بل تهدمه . ولماذا نطقت بها ؟ ألم يكتب " نفس بنفس " ؟ ألا تعلم ان نفسك تؤخذ عوضا عن نفسه . فأنى الأن اشهد لكم ان كل كلمة بطالة او استهزاء او لعب او مزاح او جهل هذه كلها زنى للنفس . ولكى ابين لكم مقدار غضب الله الذى يكون على ذلك الأنسان الذى يتكلم بالكلام البطال وبكلام الأستهزاء أقول لكم ذلك المثل الآتى :

دعا رجل غنى أناسا الى وليمة لكى يأكلوا ويشربوا ويفرحوا ، وفى أثناء الوليمة قام بعض المتكئين يمزحون فكسروا الأوانى الموجودة فى بيت ذلك الغنى

ترى ماذا عمل ذلك الغنى ؟؟ أنه غضب عليهم ووبخهم قائلا : يا عديمى الشكر ، لقد دعوتكم لكى تأكلوا وتشربوا فكيف تمزحون وتكسرون الأوانى ؟ هكذا يغضب الرب على أولئك الذين دعاهم لدعوته قائلا لهم " دعوتكم لكى تتوبوا عن خطاياكم وتخلصوا ولكنكم هدمتم نفوسكم ونفوس الذين جمعتهم لى ليخلصوا ، بالضحك والكلام الباطل



التأمل

السيد المسيح له كل المجد قد دعانا أن نكون أبنائه وان نرث معه ملكوت السموات وعلى أولاد الله أن يكونوا قدوة للجميع فى كل أفعالهم وتصرفاتهم فهم نور هذا العالم المظلم وبالأخص يكونوا قدوة فى كلامهم ولا يصح أن يخرج من أفواهم أى كلمه غير نافعة لهم ولمن يحدثوه " لانك بكلامك تتبرر و بكلامك تدان ( مت 12 : 37 )

فالقديسين لم يعتبروا ان الكلام الباطل هو كلام الأدانة والشتم والحلف والكذب والنميمة وغيره ولكن الكلام الباطل هو الكلام عن امور هذا العالم التافه



ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين

( مت 12 : 36 )

كثيرون سقطوا بحد السيف لكنهم ليسوا كالساقطين بحد اللسان

(سيراخ 28 : 22 )

ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان

( مت 15 : 11 )

ليست هناك تعليقات: