الأربعاء، 23 يونيو 2010

شِلَلُ الغربان


شِلَلُ الغربان



وبلاد العم سام



يقول الراوي يا أحباب



الجنون فنون



والفنون جنون



وعلشان تصدقوا تعالوا نسمع الحكاية من البداية



إنه كان في بلد من البلدان:



رجل متعدد المواهب



موجود لكن كأنه غائب



وفجأة تبدل حاله واهتم بعالم الغربان







وقال



الغربان من مظاليم الطيور!



فمهما: خدمت الفلاح



وعملت الصلاح



لا يذكرون لها إلا إن



شكلها يصدم الوجدان، فهو أسود غريب



وصوتها يزعج الآذان، دعوه بالنعيب!



ولأنها: مشهورة ظلما بالخداع



أنا لابد أن: أصحح هذه الأوضاع



وستحلو الدنيا ويسعد الناس لو أنني:



غيرت طبيعة الغربان



ألونها بلون البلابل والأزهار



وأعلمها أغاني الكناريا واليمام



وأهذبها بوداعة الحمام



وأقول للزمان هات لي



أخلاق الجنة وما قبل الطوفان



للطير والحيوان والإنسان



ودخلت عالم الغربان وعرفت بعض الأسرار



فعلى المستوى الجماعي



كيانهم عند اتفاقهم



مأمون مضمون



محترم موزون



وهو عند خلافهم



موتور محزون



صاخب مجنون



وعلى المستوى الفردي



فيهم: الضعفاء والأقوياء



الفقراء والأغنياء



البخلاء والكرماء



السقماء والأصحاء



الأذلاء والأعزاء



الأشقياء والسعداء



اللؤماء والأوفياء



الأعداء والأحباء



ومعظمهم يجيد



الكلام والمناقشات



والسكوت والصرخات



وقادتهم يجيدون



صناعة النجوم والإعلام



خصوصا شلة العم سام



وقررت أخوض التجربة في مجتمع الغربان:



لبست ثياب البلابل والأزهار



غردت كالكناريا واليمام



سلكت بوداعة الحمام



قالوا: صقر من الصقور



لكنه: ساذج مغرور



لا يعرف: لغة الطيور



والجار والمجرور



والظاهر والمستور



وقالوا: نستغله في الميعاد



نطعمه: للحية والصياد



وأسلموه: للصلب والرقاد



وأبدلوا: الطبيب بالجلاد



وتلاعبوا: بالثمن والأتعاب



فقلت: لستُ من الأغراب



قالوا: لستَ ذئبا؛ فأكلتك الذئاب



صرخت: هاتوا، من البوم، الأسلاب



قالوا مت فلن تعرف



اليمامة من الغراب



قال الراوي يا أحباب



لم يمت عاشق



الفنون والجنون والطيور



لكنه: عاد إلى عشه المهجور



ترك: عالم الغربان



والفضة والسلطان



ليدعو: الكناريا واليمام



والبلابل والحمام



وصانعي السلام



ليقولوا معه يحيا



حاملو الصلبان





الآية: إرميا13

هل يغير الكوشي جلده أو النمر رقطه فأنتم أيضا تقدرون أن تصنعوا خيرا أيها المتعلمون الشر



فأبددهم كقش يعبر مع ريح البرية

ليست هناك تعليقات: