السبت، 26 يونيو 2010

قصة الجرء الثانى

حبيبي بابا بسوع . أنا

بحبك خالص . من فضلك ما تنساش تجيلي النهاردة . أنا متأكده انك جاي علشان

تخدني أأعد عندك على طول) ... إندهش الأب والأم من حرارة صلاة إبنتهما الصغيرة

ومن مضمونها خاصة من الجزء الخاص بـ(تخدني أأعد عندك على طول) ... يل وبدأت

الأم تضطرب من مضمون هذه الكلمات ... ثم قاطع جورج صلاة إبنته وإحتضنتها

يوستينا بشدة وطلبوا منها أن تذهب معهم ليناموا قليلاً فلقد كان اليوم مرهقاً

جداً ولم تعد عند جورج

ويوستينا القدرة على التفكير فلقد شعرا أن تفكيرهما قد شل ... ولكن ماريا قالت

لهما (لا يا بابا ، أنا هفضل صاحية علشان بابا يسوع وعدني أنه حيجي بليل يخدني

معاه على طول) وهنا لم يتمالك والديها نفسيهما من البكاء ولكن جورج تمالك نفسه

و قال لها (يا ماريا يا حبيبتي ، تعالي ننام دلوأتي أنا وأنتي وماما على

سريرنا و بليل نصحا علشان نشوف بابا يسوع) فأجابت ماريا (لأ أنا أخاف أنام

ومصحاش لما بابا يسوع ييجي فقالت لها يوستينا ماتخافيش . حتصحي وماتنسيش إن

بابا يسوع بيحب البنات إللي بيسمعوا كلام بابا وماما زي ما كان بابا يسوع

بيسمع الكلام)

وهنا إستسلمت ماريا لكلام والديها وذهبت الطفلة لتنام في حجرة والديها لأول

مرة منذ عامين حيث إعتاد جورج ويوستينا أن يجعلا ماريا تنام في حجرتها

المجاورة لحجرتهم منذ أن كان عمرها عاماً ونصف . و كانت الساعة السادسة مساءاً

حينما إتجه الجميع للنوم ومن شدة الإرهاق البدني والذهني نسيت يوستينا أن تضبط

المنبه وذلك لأن الرب علم بشدة تعبهم وأراد أن يناموا لأطول فترة ممكنة ...

، وفي تمام الساعة الحادية عشر والنصف أستيقظت ماريا دون والديها بدافع داخلي

وإتجهت إلى حجرتها مسرعة ووقفت أمام صورة رب المجد و هي تبكي وتقول له أنت

لسه ماجتش ليه . أهو بليل جه وإنت لسه ماجتش . أحسن تكون جيت وأنا نايمه .

ماتزعلش مني أنا نمت علشان بابا وماما ألولى أروح أنام وأنا لازم أسمع كلامهم

علشان أفرح قلبك . أنا متأكدة إنك لو كنت جيت كنت هاتصحيني . أكيد أنت لسه

مجتش . تعالى بأه دلوقتي من فضلك . أصلك وحشتني خالص ... وقبل منتصف الليل

بعشر دقائق أستيقظ جورج ويوستينا معاً في نفس التوقيت على رائحة بخور قوية

زكية جداً جداً وبمجرد أن أستيقظا صاحا الإثنان معاً ماريا ! ماريا! وإتجها في

لمح البصر إلى حجرة ماريا ولكنهما لم يستطعا دخول الحجرة .. فلقد كانت البخور

تملأ الحجرة بكثافة ولكنهما شاهدا ابنتيهما وهي ترفع يدها وتمسك بيد رب المجد

يسوع وهي تقول له ( أنا كنت متأكده إنك جاي) .. وكان رب المجد يلمع بشدة بحيث

كان من الصعب تمييز ملامحه . ثم إتجه رب المجد وهو يمسك بيد ماريا إلى سريرها

الصغير ثم رفعها

على السرير ووضعها عليه لتستريح إلى الأبد.

كل هذا يحدث و جورج ويوستينا ينظران من خارج الحجرة وهم في حالة ذهول . ثم نظر

رب المجد إليهما وقد بدأت ملامح وجهه التي لا تستطيع الكلمات أن تصفه تظهر

وقال لهما لقد جئت لآخذ ماريا . لا تحزنا . إن هذا هو أفضل وقت لآخذ فيه

حبيبتي ماريا . إقبلوا سلامي بداخلكم الذي لا يستطيع العالم أن ينزعه منكم)

... ثم إبتسم رب المجد والحنان يشع من وجهه والعجيب أن جورج ويوستينا إبتسما

لرب المجد وكان قلبيهما يشع فرحاً وسلاماً ... وكيف لا ورب المجد معهم

وبتعهدهم برعايته وسلامه . ثم إختفى رب المجد . هنا وبعد عشر دقائق من

اللاشعور إستطاع جورج ويوستينا الدخول إلى غرفة صغيرتهما حيث وجداها قد انتقلت

لتسكن مع بابا يسوع إلى الأبد . وقف جورج ويوستينا وهما يقولان والدموع تنهمر

من أعينهم ( الرب أعطى والرب أخذ فليكن إسم الرب مباركاً ) .. (اي 1 : 21) لقد

كانت دموعهما تنهمر ليس حزناً على الفراق فلقد أزال ظهور رب المجد منهم كل حزن

لقد كانت دموعهما فرحاً لرعاية رب المجد لهم ولأبنتهم

ليست هناك تعليقات: