الأحد، 3 يوليو 2011

إهرب من خطاياك المحبوبة




إهرب من خطاياك المحبوبة

لقداسة البابا شنودة

ليس الخاطئ هو الإنسان الذى يسقط فى جميع الخطايا ، وبهذا السقوط الكامل الشامل يهلك.

ولكن تكفى خطية واحدة يكون ساقطاً فيها ، هذه تلوث نفسه ، وتكون سبباً لهلاكه خطية يحبها

تمثل نقطة الضعف فيه . وتكون خطيته المحبوبة هذه هى العائق بينه وبين الله .

إن انتصر على هذه الخطية بالذات صار منتصراً فى حياته الروحيه ،

وإن انهزم فيها فلا منفعة لكل انتصارته على باقى الخطايا الأخرى .

هذه الخطية تمثل مدخل للشيطان الى قلبه وإرادته ، وينبغى أن ينتصر فى هذا الميدان

بالذات الذى هزمه فيه العدو ، وغالباً ماتكون نقطة للضعف هذه هى النقطة المتكررة

فى كل إعترافاته،كلما ذهب ليعترف بخطاياه.

نقطة الضعف هذه تذكرنا بثقب واحد فى السفينة مهما كانت السفينة هائلة ورائعة،

ولكن هذا الثقب الواحد يكون سبباً فى غرقها .

كذلك // بقعة واحدة فى ثوب تكون كافية لتوسيخه مهما كان جميلاً ونظيفاً فى باقى أجزائه.

يذكرنا هذا بقول الكتاب :" من حفظ كل الناموس ، وانما عثر فى واحدة فقد صار مجرماً فى الكل"

(يعقوب 25:10)

فما معنى هذه العبارة من قول الرسول؟ وكيف نفهمها ؟

تفهمها بسؤال واحد تحتاج ان تجيب عليه وهو:" هل انت تحب الله؟"

بحيث لايوجد شئ يبعدك عنه ؟ فإن وجد شئ أى شئ يكون هو المشكلة فى حياتك،

وهو نقطة الضعف فيك. أو هو خطيتك المحبوبة التى تنافس الله فى قلبك .

إن الله يقول " ياإبنى أعطنى قلبك " فلو كان قلبك فى جهة اخرى بعيداً عنه تكون هذه الجهة

هى العائق الوحيد الذى يعوقك عن الصلة بالله.



كثيرين يعزون أنفسهم بأعمال بر لهم ، يتذكرونها لتغطى هذه الخطية ولكن الله لايقبل هذه التغطيات.

فالخطية لاتمحى بأعمال بر أخرى ، وإنما بالتوبة .



لذلك لاتضل الطريق ، فحيثما توجد خطيتك حاربها وقاومها، ولا تقل سأصوم يومين ،

او سأعطى أموالى للفقراء ، كل هذه لايقبل منك إن كنت لاتزال مستبقياً الخطية فى قلبك ،

إنما واجه حقيقة نفسك فى صراحة . وأستفد دروساً لحياتك من قصص الكتاب

كان إبراهيم أبو الأباء كاملاً فى كل شئ وباراً ولكن وجدت نقطة ضعف فيه وهى الخوف

وبالخوف وقع فى خطايا.

وكان بطرس تلميذ الرب قديساً عظيماً وكانت فيه نقطة الضعف وهى الإندفاع.

خطية الجسد التى ضيعت قايين ، وخطية الكبرياء وحدها أسقطت كثيرين،

وكذلك خطية الزنا.

وربما إنسان تكون فيه فضائل كثيرة ولكن يسقط لعدم ضبط لسانه حسب قول الكتاب:

بكلامك تبرر ، وبكلامك تدان".

فى توبتك، ركز على هذه النقطة بكل جهادك، وكل صلواتك ، وكل ما تأخذه من معونة النعمة

فإن انتصرت عليها يخاف الشيطان من محاربتك فيما بعد، وبتركك هذه الخطية المحبوبة ليك .

تعبر عن أن محبتك لله هى تقود حياتك وليس حبك لشهواتك.



أحذر من أن تحتفظ بهذه الخطية المحبوبة وتقول للرب " احبك يارب من كل قلبى " لكن أترك لى هذه النقطة وحدها ، نقول لك هذا مايدل على أنك

لا تحب الله من كل قلبك .

إذا يوجد له منافس فى قلبك هى هذه الخطية بالذات وأنت تحبها أكثر مما تحب الله.

وكأن الله يقول لك قد وضح لك الآن الميدان الحقيقى الذى ينبغى لك أن تحارب فيه

وهو هذه النقطة بالذات لاتضع لنفسك برنامجاً روحياً طويلاً تسير فيه

إنما ركز فى الميدان الأساسى سواء بالهروب أو بالحروب خذ فى جهادك درساً من داود النبى

لاتقل انا انتصرت على جليات الجبار وهزمته وانتصرت على الدب والأسد وأنتزعت منها الفريسة

وأنتصرت فى مطاردة شاول لى

... لاتقل هذا ، إنما قل ميدان حربى هى بتشبع وهناك يجب أن انتصر

وليكن الرب معك

القديسة العذراء مريم والعشرة مستحيلات

القديسة العذراء مريم والعشرة مستحيلات



المستحيل الأول :

السيدة قط لا تسمي عذراء ...و العذراء قط لا تدعي سيدة ..

و قد تصير العذراء سيدة ..

لكن من الاستحالة أن تعود السيدة عذراء

ومن المستحيل أن شخصية واحدة يجتمع فيها مسمي العذراء والسيدة، الآنسة والمدام ..

أما السيدة العذراء فهي الوحيدة التي حوت التباينين، وجمعت التناقضين ..... فهي العذراء لأنها بتول و هي السيدة لأنها أم

السيدة العذراء ولدت و عاشت و تنيحت عذراء ...



المستحيل الثاني :

من المستحيل أن يصير الذكر أبا بغير أنثي

أو أن تصبح الأنثى أما .... بغير ذكر

أما السيدة العذراء فهي أم لكن بلا زوج و لا زواج ...

ليس من الضروري أن كل إنسان مر علي هذا الكون صار فيه أبا أو أخا أو عما ...

إنما من ألزم الضروريات أن كلا منا صار أولا ابنا ...

فلكل مولود والد ..و لكل مولود والده

أما العذراء مريم فوالدة بغير والد .... وإن كانت هي مولودة من والد ووالدة .. لست أدري لماذا يقبل غير المسيحيين بكل ترحاب أن يكون المسيح ابنا لمريم بغير والد .....

و يرفضون بكل شدة و عنف أن يكون المسيح ابنا لله بدون والدة ؟؟؟!!!!!!...



المستحيل الثالث :

و إن حبلت العذراء فرضا و هي عذراء ....

فمن المستحيل أن تدعها الولادة دائمة العذراوية ..

فمن الجائز أن تجد عذراء حاملا ..

لكن من الاستحالة أن تجد أما عذراء ......



أما العذراء ..فقد حملت، ثم ولدت، ثم ظلت عذراء .. و سالومي شهدت..



المستحيل الرابع :

إن آدم الأول، جُبل من جُبلة .

و حواء الأولي خلقت من مخلوق ..

فمن الاستحالة أن يلد المخلوق خالقه ....

أما مريم العذراء فقد ولدت خالقها ....



المستحيل الخامس :

من الميسور علي الأرواح أن تري الأرواح و تري الأجساد أيضا ...

و من المستحيل أن جسدا أو ذا جسد يري روحا أو أرواحا ....

أما العذراء فقد أتاحت للأجساد رؤية روحها الطهور بدون جسد ...

إن البعض يهلل لحلم يري فيه شخصا مرموقا من العالم الآخر....

وماذا لو صار هذا الحلم رؤيا؟؟؟..

أما ظهورات العذراء فليس من هذا و لا تلك إنما كانت تجليات و كأن العذراء نقلت نشاطها من أورشليم السمائية حيث تسكن إلي الأرض حيث نسكن نحن ...



المستحيل السادس :

لكل روح أن تصعد إلي السماء بعد انفصالها عن الجسد

و الذين إلي السماء اختطفوا، كانوا بأرواحهم دون أجسادهم

و الذين إلي السماء صعدا، كانا بروحيهما داخل جسديهما مثل أخنوخ

و من المستحيل أن جسدا يخترق حاجز السماء ...

أما العذراء : فقد صعدت بالروح ثم بالجسد ...



المستحيل السابع :

من الممكن أحيانا أن عينا تذرف دموع في أفراح أو في أحزان في وقت واحد ..

لكن من المستحيل أن شخصا يبتهج و يلتهب في وقت واحد ..

أما العذراء مريم فقد ابتهجت كانسانة لقبولها الخلاص ..و انفطرت كأم عند رؤيتها صليبه ....



المستحيل الثامن :

أمومة الأم لابنها تمنع بنوتها له

و زواج العريس من العروس يمنع أخوتها له ..

و من المستحيل أن تتجمع الأمومة مع البنوة،

و الملوكية مع العبودية،

و الزواج مع الأخوة ...

أما العذراء الأم هي أيضا ابنه ..و العذراء العروس هي أيضا أخت ..و العذراء الملكة هي أيضا عبدة ....



المستحيل التاسع :

لن نخشى علي الله إذا دنا منه إنسان

و من الاستحالة أن يري الله إنسانا و بعدئذ يعيش ...

فكيف إذن تصير بطن له مرقدا و مسكنا ؟؟ و منها يتخذ لذاته جسدا : دما و لحما و عظاما ؟..

وتلد الجابلة جابلها ؟ وتحوي بطن.. غير المحوي ؟؟

أما العذراء فقد ضربت بهذا المستحيل عرض حائطه،

لأنها حملت و احتملت النار الآكلة، دونما تحترق ..



المستحيل العاشر:

كبقية كل البشر، حبل بالعذراء مريم بخطيئة أبويها الأولين آدم و حواء

و بخلاف كل البشر ..

حملت ابنة حواء مريم بالسيد المسيح بغير خطية ....

فالمولودة بالخطية .. والدة بدون خطية...

و هكذا يمكن أن يعد مستحيلا.. أن تلد بغير خطيئة من ولدت بالخطيئة

العذراء فلتت بطهارتها وكمالها و قداستها من مخالب الخطية الفعلية ...

و لكنها كأي إنسان، لم تنجو من أنياب الخطية الجدية التي اقترفها آدم و حواء ..

و نحن نرفض بشدة تعليم الكنيسة الكاثوليكية بالحبل بلا دنس ..فهم يقولون أن العذراء حبل بها بغير دنس خطايا الأبوين الأولين

و رغم تبجيلنا لأمنا العذراء و تقديسنا لعذراويتها الطاهرة ..

إلا أننا لا نعفيها من براثن خطية آدم .... فكأي إنسان وريث لأبويه .... ورثت مريم من حواء آثار و نتائج خطاياهم .... و إلا فما فائدة دم المسيح إن كان يمكن محو الخطية من كائن أو أكثر بغير دم؟

إنها دونا عن كل البشر ولدت المخلص..

و لكنها كأي إنسان من البشر تحتاج إلي الخلاص ..

إنها لم تشئ أن ترزح تحت ثقل الخطية الأولي و لكن جهادها الروحي هو الذي نصرها فوق كل الحواجز الروحية و السقطات البشرية