الاثنين، 12 يوليو 2010

حجرة خاصة

وقف شاب أمام أب اعترافه يقول

يا أبي لست اعرف بماذا اعترف .

أنا خاطئ لكنني لا اشعر بثقل خطاياي ، ولا أحس بالتوبة وعمل روح الله فيّ .



تحدث معه أب اعترافه عن الإيمان بالمخلص غافر الخطايا ، والالتزام بالصراخ إليه لكي يعمل بروحه القدوس فيه



وفي المساء وقف ذلك الشاب يصلي صلاة النوم ، ثم ركع يصرخ : " اكشف لي يا رب عن خطاياي ، ومررها في فمي ، حتى التصق بك وأتمتع ببهجة خلاصك



لم يدرك الشاب إن كان في يقظة أم في حلم حين وجد شخصا يقوده عند باب حجرة كتب عليها اسمه. حاول ان يدخل هذه الحجرة ، لم يستطع . سأل من قاده إليها . أريد أن اعرف ما بالحجرة. فتح له الباب ، دخلها فوجدها مملوءة أرففاً على كل حائط ، كما توجد أرفف في وسط الحجرة



قال في نفسه : ما هذه الحجرة ؟

إنني لأول مرة ادخلها .

كيف كتب عليا اسمي؟



ولاحظ أن كل الأرفف تحتوي على كميات هائلة من الملفات ، وقد كتب عليها سري وخاص "



أمسك بأول الملفات ، كتب عليه " الأصدقاء الذين أحبهم وأشاركهم حياتهم "

فتح الملف فوجد مجموعة من الأوراق، سجل على كل ورقة اسم صديق شرير وفاسد ...... أصيب الشاب بصدمة من يعرف أسراري هذه ؟ من يعرف أصدقائي وما يدور بيني وبينهم ؟



أمسك بملف آخر مكتوب عليه : " الأصدقاء الذين خنتهم " ، قدمت تفاصيل بالأسماء والتصرفات الخاطئة التي مارسها ضدهم ، بما فيها من كلمات نميمة وإدانة ونقد لاذع من وراء ظهورهم



مئات الألوف بل ملايين من الملفات منها



كلمات السخرية التي نطقت بها

كلمات الكذب التي تفوهت بها

أفكار الغضب الباطل

المزاح واهانة الغير

التمرد على الوالدين

الإهمال في حق نفسي

الإهمال والتراخي في الصلاة

الأفكار الشهوانية

شهوات الجسد

الغيرة المرة

كانت هذه الملفات وغيرها مكتظة بالأوراق بتفصيل لم يكن يتذكرها ذلك الشاب ، ومما أدهشه انه وجد توقيعه على كل ورقة .



ولاحظ في جانب بسيط بعض الملفات تكاد لا توجد فيها أوراق



الصلاة من اجل الآخرين

مشاركة الغير في التمتع بكلمة الله

البذل و العطاء دون انتظار مكافأة



هذه الملفات وغيرها تكاد تكون فارغة تماما



بدأت الدموع تنهار من عيني هذا الشاب ، حتى انهار وسقط على الأرض وهو يصرخ : " من ينقذني من خطاياي ؟ ماذا أقول حين يدخل احد إلى حجرتي الخاصة ؟ بماذا أجيب أمام الله ؟



فجأة وجد يدً تربت عليه ، وترفعه لكي تحتضنه . لاحظ فيها آثار جراحات المسامير

لماذا تبكي ؟ أنا مخلصك

ماذا افعل يا سيدي ؟

آمن وامسك بيدي ، ولتعلن بحبك العملي الإيماني بي . لتسر معي في طريق صليبي فتتمتع ببري .



التصق الشاب بشخص السيد المسيح ، وسأله ألا يتركه . عاد به المخلص إلى حجرته ، وهناك رشم السيد علامة الصليب من كل جانب وإذ كل الملفات تغتسل كما بالدم . امسك الشاب ببعض الملفات فوجد دم السيد المسيح قد غطى اسمه . لم يختفي الاسم ، لكن نقش عليه اسم ربنا يسوع المسيح فوقه بحروف كما من نور . لقد مسحت كل ما في الملفات المؤلمة ، وتحولت الحجرة المظلمة المغلقة إلى هيكل مملوء مجداً وبهاء .



تسللت دموع الفرح من الشاب وهو يصرخ : " لا تتركني يا سيدي ، هب لي أن أشاركك صليبك فأتمتع ببهاء برك

ليست هناك تعليقات: